طفلٌ بين صفحات: كيف نبني عادات القراءة في عمرٍ صغير؟
✨ لأن أول الحكايات قد تكون أولى البدايات نحو عقول تنمو وقلوب تتسع.المقدمة
في زحمة الألعاب الإلكترونية، وتيارات المحتوى السريع، يقف كتاب صغير بغلاف ملوّن ينتظر يدًا صغيرة تفتحه، وعينين تتأملان صفحاته.
القراءة للطفل ليست هوايةً إضافية، بل رافدٌ عاطفي وعقلي يغرس فيه بذور الفضول، والإدراك، والتعبير عن الذات. فكيف نمنح الطفل علاقةً أصيلة مع الكتاب؟ وكيف نروي في داخله شغفًا لا يخبو بالحرف منذ نعومة أظفاره؟
الفكرة ليست أن يفهم المحتوى، بل أن يشعر بأن الكتاب جزء من عالمه الآمن والمحب.
القراءة للطفل ليست هوايةً إضافية، بل رافدٌ عاطفي وعقلي يغرس فيه بذور الفضول، والإدراك، والتعبير عن الذات. فكيف نمنح الطفل علاقةً أصيلة مع الكتاب؟ وكيف نروي في داخله شغفًا لا يخبو بالحرف منذ نعومة أظفاره؟
أولًا: الكتاب صديق مبكّر
حين يرى الطفل الكتاب في بيئته منذ الشهور الأولى، يصبح مألوفًا لديه كألعابه وألوانه. يمكن أن نبدأ بكتب القماش أو الكرتون، الملوّنة، التي تُصدر أصواتًا أو تحتوي صورًا بسيطة.الفكرة ليست أن يفهم المحتوى، بل أن يشعر بأن الكتاب جزء من عالمه الآمن والمحب.
ثانيًا: لحظة القراءة… لحظة حنان
حين نقرأ للطفل بصوتنا، فإننا لا نمنحه حكاية فقط، بل نمنحه صوتًا دافئًا، ووقتًا مخصصًا، وتواصلاً بصريًا ووجدانيًا.
هذه اللحظات تبني رابطًا عاطفيًا بين الطفل والكتاب، لأن الكتاب يقترن لديه بالأمان والحب. جَرّب أن تقرأ لطفلك قبل النوم، وسترى الفرق في ارتباطه بالكتب لاحقًا.
دَع الطفل يختار ما يحب، حتى لو اختار نفس القصة مرارًا… فإعادة القراءة تخلق ثقة وتوسّع إدراكه تدريجيًا.
القراءة فعل يُلتقط، لا يُملى. ضع كتابًا بجانبك عندما يجلس، واتركه يرى متعتك الصامتة بين السطور.
الثابت هو وقت القراءة، أما المحتوى فليكن مرنًا ومتنوعًا.
طفلٌ يقرأ اليوم، هو شابٌ يكتب غدًا، أو يفهم، أو يحلّل، أو يبدع. فلنزرع الكتاب في طفولته، ونترك الزمان يثمر فكرًا لا يُنسى
هذه اللحظات تبني رابطًا عاطفيًا بين الطفل والكتاب، لأن الكتاب يقترن لديه بالأمان والحب. جَرّب أن تقرأ لطفلك قبل النوم، وسترى الفرق في ارتباطه بالكتب لاحقًا.
ثالثًا: مكتبة صغيرة… عالمٌ كبير
لا يشترط أن تكون مكتبة ضخمة، بل ركن بسيط فيه كتب متنوعة تناسب سن الطفل، يمكنه الوصول إليها دون مساعدة.دَع الطفل يختار ما يحب، حتى لو اختار نفس القصة مرارًا… فإعادة القراءة تخلق ثقة وتوسّع إدراكه تدريجيًا.
رابعًا: القدوة الصامتة
حين يرى الطفل والدَيه يقرؤون، سيتعامل مع القراءة كفعل طبيعي وروتيني، لا كواجب مفروض.القراءة فعل يُلتقط، لا يُملى. ضع كتابًا بجانبك عندما يجلس، واتركه يرى متعتك الصامتة بين السطور.
خامسًا: غيّر الكتاب، لا العادة
قد يملّ الطفل من نوع معين من القصص، لا بأس! جرّب الشعر المصوّر، أو كتب المعلومات العامة للأطفال، أو القصص التي فيها أنشطة أو أسئلة.الثابت هو وقت القراءة، أما المحتوى فليكن مرنًا ومتنوعًا.
خاتمة
في كل قصة نرويها لطفل، نمنحه أكثر من كلمات: نمنحه خيالًا يتّسع، وفكرًا يتكوّن، وقلبًا يعرف كيف يشعر ويتفاعل.طفلٌ يقرأ اليوم، هو شابٌ يكتب غدًا، أو يفهم، أو يحلّل، أو يبدع. فلنزرع الكتاب في طفولته، ونترك الزمان يثمر فكرًا لا يُنسى